235 عنصراً لحماية مباني المكاتب والإقامة لمجموعة العاملين في البعثة
أكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الليبية في بيان لها، مساء الجمعة، أن فريق الحراسة الذي قرر مجلس الأمن إرساله لحماية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومقرّها، وهو أمر يحق للأمم المتحدة وفق الاتفاق الموقع بين الأمم المتحدة والدولة الليبية.
وشدد بيان الخارجية الليبية على أن الفريق لن يتجاوز المهمة المكلف بها.
ورغم مسارعة بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا لتوضيح طبيعة موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بصورة مبدئية، على طلب الأمين العام للأمم المتحدة تعزيز حماية البعثة بفريق لحراسة مقرها في طرابلس، فإن ردود الفعل بين رافض ومتحفظ ومتفهم تزداد حدتها في الفضاءات العمومية، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي
مهمة محددة
وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا في بيان صحافي، الخميس، إن مهمة الفريق الذي سيتكون من 235 عنصراً، من بينهم عدد من الإداريين والمسؤولين عن الخدمات، تنحصر في حماية مباني المكاتب والإقامة لمجموعة العاملين في البعثة، ولن يتجاوز نطاق عمله أسوار المقر الذي تقع فيه.
لكن ردود الفعل الرافضة لهذا القرار تصفه بأنه خطوة أولى في مسلسل نشر قوات أجنبية على أرض ليبيا، ويقول آخرون إن بعثة الأمم المتحدة لم تتعرض إلى أي اعتداء منذ سقوط القذافي، وهي تحت حماية السلطات الليبية، ولا يمكن القبول بهذا المبرر.
كما تساءل البعض الآخر عما قدمته بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة التي تعيشها البلاد، مؤكدين أنها لم تقدم شيئاً ملموساً يستدعي إدخال قوة أمنية لحمايتها.
واستحضر هذا الموقف حادثة اختطاف أبو أنس الليبي قبل أسابيع من العاصمة طرابلس من قبل أمنيين أميركيين، لتتعاظم خشيتهم من مثل هذه الخطوة التي رأوا فيها تمهيداً لانتهاك سيادة الأراضي الليبية.
إلا أن توضيح بعثة الأمم المتحدة أكد أن "فريق الحراسة لن يكلّف بأي دور يتعدى المهمة التي أنشئ من أجلها، وأن تشكيل فريق كهذا إجراء عادي تعتمده المنظمات الدولية والسفارات في عدد كبير من الدول، وذلك من أجل تأمين سلامة العاملين فيها ومقراتها".
لا خوف من البعثة
وفي تعليقه على بعض ردود الفعل الرافضة، كتب رئيس لجنة الأمن القومي بالمؤتمر الوطني العام (البرلمان) عبدالمنعم اليسير "إن بعثة الأمم المتحدة في ليبيا جاءت لخدمتنا ومساعدتنا في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة".
وأرجع اليسير مخاوف بعض الليبيين من المساعدة الدولية لليبيا حتى تتخطى مرحلة البناء هذه، إلى العزلة الدولية التي نجح القذافي في جعلها واقعاً في ليبيا، حتى أضحى الكثير من الليبيين يخشون الأجنبي، وهو السلاح الذي سيطر به القذافي على الشعب الليبي طيلة 42 سنة.
وكشف اليسير أن "السفير الأميركي الراحل رفض الحماية من بلاده، معارضاً بروتوكول دولته وخاطر بحياته من أجل أن يكون صديقاً حقيقياً لليبيا، ورفضت السفيرة الأميركية الحالية إرشادات الخارجية الأميركية بالخروج من ليبيا في أكثر من مناسبة عندما تتأزم الأوضاع الأمنية، وهذا لكي تساهم في طمأنة المجتمع الدولي أن ليبيا آمنة".
وبيّن رئيس لجنة الأمن القومي أنه "ليس هناك أي نية أو أي تخطيط لدى الأمم المتحدة أو أي جهة أخرى بنشر أي قوة أجنبية على أراضينا، ولن نسمح بذلك، ولكن لن نكون طرفاً في منع أي جهة تريد أن تعمل لمساعدتنا وتحترم سيادتنا من توفير الأمن لمبعوثيها".
ودعا اليسير الليبيين كافة إلى العمل بسرعة "على توحيد صفوفنا والوصول إلى وفاق وطني لكي نجمع السلاح، ونفك التشكيلات، ونعيد بناء الجيش والشرطة، ونبدأ في بناء اقتصادنا لنصل إلى مرحلة الاستقرار، ولن تكون هناك ضرورة لوجود بعثة الأمم المتحدة أو غيرها في ليبيا".
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا أكدت في وقت سابق أنها قد أعلمت السلطات الليبية المختصة بأن التدبير الذي ناقشه مجلس الأمن قيد الإعداد، ولدى استكمال الترتيبات اللازمة سوف ترسل الأمم المتحدة كتاباً رسمياً يطلع السلطات الليبية عليها طالباً الموافقة اللازمة، حسب الأنظمة والأعراف الدولية.