نسمة صباح المدير العام
تاريخ التسجيل : 02/12/2011
| موضوع: بحيرة ناول معلم سياحي فريد وسط جبال أوال الليبيه الثلاثاء فبراير 23, 2016 11:45 am | |
| طرابلس 21 فبراير 2016 - ( وال ) - أصدرت وزارة السياحة تقريرا عن معلم من المعالم السياحية التي تزخر بها ربوع ليبيا وهي بحيرة "مجزم" وسط وادي أوال أحد الأودية الصحراوية الواقعة جنوبي الحمادة الحمراء، وتحديداً على مسافة 35 كيلومتراً شمال شرق مدينة غدامس. وجاء في التقرير الذي تسلمت وكالة الانباء الليبية نسخة منه ، أن هذه البحيرة تعد من المعالم السياحية الطبيعية وتقع على الطريق المعبد الرابط بين مدينتي طرابلس وغدامس ، وسط منخفض يشكل جزءا من تضاريس هضبة الشطوط التي ورد ذكرها في مدونات الرحالة، وواحدة من شبكة بحيرات بين الحدود الليبية التونسية . ويطلق على البحيرة باللغة المحلية اسم "مجزم ناول" أي سبخة ناول ، التي يرجح أنها تتغذى من مخزون مياه في باطن الأرض، جنباً إلى جنب مع كميات من مياه الأمطار التي تتساقط على مرتفعات جبل نفوسة، وتنساب عبر شبكة الأودية الصحراوية، مثل واديان أوال ، و(امغرغر)، و(تنروت)، و(ميمون)، و(اتنفصكوين)، و (انجلزن)، الممتدة من سفوح جبال جادو والزنتان والرجبان عبر حمادة (تنغرت)، والحمادة الحمراء، لمسافات طويلة وتصب في البحيرة، ومناطق (تقوت) و(فرسان) الواقعتين شمال غدامس، ووديان (أماسين) و (انبدور)، وبعضها يصل إلى منطقة (ماركسان) غرب المدينة. وتنقسم البحيرة إلى شطرين بحاجز ترابي يقسمها إلى بحيرتين شديدتي الملوحة إحداهما ضحلة وماؤها شفاف، وتزداد مساحتها وتنقص حسب كميات المياه في موسم الأمطار، والأخرى عميقة شبيهة بالبئر الواسع العميق، يبلغ محيطها ما يناهز 250 متراً مربعاً، ولون مياهها زرقاء غامقة يميل إلى السواد بسبب عمقها الشديد الذي يترواح ما بين 35 إلى 70 متراً، وأطرافها شديدة الانحدار. وتشهد البحيرة انحساراً في فصل الصيف، وتزداد في فصلي الشتاء وأواخر الربيع نتيجة تدفق كميات من المياه القادمة عبر شبكة الوديان التي تغذي المنخفض بمياه الأمطار. وحول البحيرة ينمو حزام من النباتات الصحراوية التي تضفي على المكان لمسة جمالية تتباين فيها ألوان الأشجار والنباتات التي تشكل بيئة ملائمة لاستيطان وتكاثر الأحياء البرية والطيور، ومصدراً للنشاط الاقتصادي للسكان القريبين من المنطقة، بما في ذلك أشجار تبركت، وأضوت، وأعشاب (تاكلوت)، و (افلزفز)، و(الخشخاش)، و(تقوفت)، وغيرها، التي تشكل موائل طبيعية للحيوانات البرية مثل الأرانب البرية والذئاب والثعالب والغزلان. كما يقصدها الرعاة في فصل الربيع بسبب وفرة المياه والأعشاب، فيما تشهد تدفق أعداد من الطيور المهاجرة في مواسم هجرتها السنوية، في حين شكل المحيط النباتي مصدراً مهماً للسكان المحليين، الذين استخدموا النباتات واستفادوا منها في علاج بعض الأمراض، كنبات (تبركت) المفيد في علاجات ضغط الدم، ونبات (تاكوت) المستخدم في دبغ الجلود الذي كانت تشتهر بإنتاجها مدينة غدامس، فضلاً عن استخدام نباتات (الخشخاش) و (تقوفت) في العلاجات الطبية. وكانت البحيرة إلى جانب (سبخة تونين) من مصادر استخراج الملح أحد مفاتيح تجارة سكان غدامس عبر التاريخ، فالملح الذي كان يستخرج من البحيرة ينقل عبر خط القوافل إلى مناطق الشمال، ويقايض بالقمح والشعير وزيت الزيتون وغيرها من المنتجات الزراعية . وتعد البحيرة اليوم مقصداً للسياح، وتوضع على قائمة المناطق المستهدفة ضمن برنامج الجولات السياحية في مدينة غدامس، ويؤمها الزوار الباحثون عن الهدوء والاستمتاع بالهواء النقي والبيئة الصافية والأجواء الساحرة التي تلف المكان وتغلفه. | |
|