]تعتبر مدينة البيضاء من المدن الكبيرة والرئيسية في ليبيا ، حيث تعتبر ثالث كبرى مدن ليبيا وثاني أكبر مدينة في شرق ليبيا ، يبلغ عدد سكانها 206.180 نسمة . وتعتبر من أفضل المدن الليبية مناخاً في فصل الصيف وتشتهر بثلوجها شتاءً ، كما كانت تعتبر أخر معاقل الجهاد الليبي فيه، كما كانت العاصمة الإدارية للبلاد في عهد الملك إدريس السنوسي .
كما تعتبر مدينة البيضاء أكبر مدن الجبل الأخضر من حيث التعداد المساحة والتعداد السكاني ويبلغ إجمالي شعبيتها 206.180 ألف نسمة حسب تعداد السكاني لسنة 2006 ، كما تعتبر ثاني أكبر مدينة في شرق ليبيا أو ما يعرف بأقليم ولاية برقة ، و قد شهدت المدينة عدة مراحل واسماء لها .
بلغراي المدينة القديمة
كانت تعرف البيضاء بأسم بلدة بلغراي أو بلاغراى (Balagrae) عام 414 ق .م وترجمة كلمة بلغراي تعني التل الأجرد أو الرأس الصلعاء،و قد سماها الإغريق بلاجراي عندما صارت مدينة إغريقية حرة اتخذت لها فيكوس (الحمامة) ميناءً. وموقع بلاجراي يسمى الآن بلغرا وليس معروفا ما إذا كان الاسم سابقا أم لاحقا للاسم الإغريقي بلاجراي أي هل بلغرا هو الاسم الليبي أغرقه الإغريق إلى بلاجراي، أم الأصل بلاجراي الإغريقي حرفه الليبيون إلى بلغرا . كانت تشتهر المدينة بمصدر إلهام للعبادة بوجود معبد أعمدة اله الشفاء الشهير (Asclepium) أسكليبيوس وكانت مساحته 40 × 35 متر ، ومن أهم ماكانت تشتهر بها أيضاً العلاج النفسي عن طريق الحفلات الموسيقية و الحمامات وكما عرفت أيضاً بتفسير الأحلام، ومن اشهر من ولد فيها الأسقف سينيوس370 ميلادي.
وقد اكتشف ماكيرني في كهوف ضواحي المدينة فك بشري لإنسان نياندرتال Neanderthal الذي يرجع تاريخه 40 ألف سنة قبل الآن مما يشير إلى علاقاته مع الإنسان المكتشف في القارة الأوربية في كهف نياندرتال في المانيا . بالإضافة إلي اكتشاف في منطقة بلغراي قطع للعملة أصدرتها مدينة قورينا يرجع تاريخها إلى ما قبل عام 480 ق.م حيث يحمل أحد وجهيها نقشاً يمثل نبات السيلفيوم بينما تظهر على الوجه الأخر صورة دلفين .
البيضاء والفتح الإسلامي
كانت المنطقة الواقعة بين مدينة الإسكندرية في الشرق وطرابلس في الغرب تعرف قبل الفتح الإسلامي ببلاد إنطابلس وتتبع مصر إداريا وكان بطريق الإسكندرية يحمل لقب "بطريق مصر وإنطابلس". وفى سنة 22 هجرية اتجه القائد عمرو بن العاص بعد أن فتح الإسكندرية غرباً نحو بلاد إنطابلس، فلم يجد مقاومة تذكر من سكانها الذين صالحوه على دفع جزية قدرها ثلاثة عشر ألف دينار سنويا، وأصبحت بلاد إنطابلس (برقة) تنعم بالأمن والسلام وحرية ممارسة الطقوس الدينية أكثر من أي منطقة أخرى تحت السيادة الإسلامية ولذلك قال عنها عبد الله بن عمرو بن العاص: "لولا مالي بالحجاز لنزلت ببرقة فما أعلم منزلا أسلم ولاأعزل منها ".ويعتقد وصل الإسلام إلي الجبل الأخضر أو مدينة البيضاء بالأخص في عام سنة 46 هـ ويدل على ذلك وجود ضريح رويفع بن ثابت الانصاري الذي توفي عام 56 هـ بمدينة البيضاء.
زاوية البيضاء
يرجع هذا الاسم لبداية الحركة السنوسية في ليبيا التي تأسست عام 1843م ، حيث أقيمت فيها أول زاوية سنوسية وكانت أسوارها بيضاء ومن هذا الاسم سميت بزاوية البيضاء والتي أقامتها الحركة السنوسية الشهيرة التي كانت محور المقاومة ضد الدولة العثمانية ، والحكام الايطالية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وفي ي عام 1964م أمر الملك إدريس السنوسي حفيد محمد بن علي السنوسي بتجهيز مدينة البيضاء لتكون عاصمة للبلاد كما أقام فيه القصر الملكي وأقام فيها أول جامعة اسلامية تحت اسم جامعة محمد بن علي السنوسي في البلاد ومجلس الأمة الليبي ، وصارت زاوية البيضاء الآن أحدى أحياء البيضاء الحديثة يعرف بأسم حي الزاوية القديمة.
العهد الإيطالي
يضا ليتوريا (بالإيطالية: Beda Littoria) شهدت مدينة البيضاء والجبل الأخضر العديد من المعارك ضد الاحتلال الإيطالي ، وكانت مركزاً للمجاهدين ومن أشهرهم عمر المختار وأقيمت فيها الأدوار ، وقد أتخذ منها إرفين رومل مقراً له بإقامة قصر فيه ، واتخذ من كهف في حي الغريقة مقراً للخطط الحربية له وسمي بعد ذلك بأسمه رومل . وشهدت المدينة العديد من الأحداث أثناء إقامة رومل فيها حيث قتل فيها قائد الفدائيين جيفرى كيز قتل من قبل معاونه بإطلاقه أثناء اشتباك كيز مع الحارس الألمانى ، فى مدخل المبنى فى البيضاء في الغارة لأسر أو قتل اللواء روميل فى مدينة البيضاء حيثوا وصل الألمان إلي ميناء الحمامة التابعة للمدينة حين ذلك والذي يبعد عن شمال المدينة حوالي 20 كم ، وقاموا بالتسلسل لمدينة البيضاء والوصول إلي قصر رومل ولكن من سوء حظ الألمان كان رومل قد هرب في منتصف الليل . قاوم سكان برقة المحليون بقيادة عمر المختار الاحتلال الإيطالي، وقد عان الجبل الأخضر من أوضاع صعبة بسبب شح الأمطار عليه كما عانت برقة في فترة صعود الفاشية في إيطاليا وحكم بنيتو موسيليني. نحو 125.000 ليبي تم اجبارهم على العيش في معسكرات الاعتقال، قضى منهم نحو الثلثين نخبهم .