المنارة
كشف وزير التربية والتعليم في الحكومة الانتقالية المؤقتة”سليمان الساحلي”النقاب عن حدوث ما قال إنها”بعض الأخطاء في طباعة المناهج منها صورة صغيرة لعلم النظام السابق على كتاب اللغة العربية للصف الثاني الابتدائي”.
وقال الساحلي في صفحته على الفيس بوك”قمنا بإيقافها على الفور وأعدنا الكتب إلى مصر محملين المطبعة نفقة طباعتها من جديد،وبالفعل تمت الطباعة ووصلت الكتب بدون الصورة”.
وأضاف”اكتشفنا صورة لإحدى العيادات المركزية متسربة في ثنايا منهج الجغرافيا،و بها أعلام النظام السابق فقمنا بتعميم ذلك على المعلمين بشطبها وإلغاء أي صورة أو عبارة أو رمز يشير إلى النظام السابق”.
خطأ وارد
وذكر أنه يود أن يوضح أن”تنقيح المناهج تم في فترة قصيرة وكان العمل صعباً ومرهقاً”. مبررا ذلك بأن الجميع يعلم أن المناهج التعليمية لكافة السنوات الدراسية في ليبيا”تزخر بشعارات وصور ومواضيع وعبارات ورموز تشير إلى النظام السابق،لذلك الخطأ وارد هنا، وهذا لا يعفي المراجعين من المسؤولية”.
ونوه إلى أن”الكتب القديمة موجودة في مدارسنا ومنازلنا وقام بعض المعلمين بإعطاء دروس منها خلال الأسبوع الماضي نظراً لتأخر الكتب،وهذا لا يعني أنهم من مؤيدي النظام السابق”.مختتما حديثه بالقول”صورة الطاغية موجودة على العملة ومتداولة بشكل يومي”.
وفي وقت سابق أكد الساحلي في تصريحات أدلى بها لوكالة الأنباء الفرنسية”أن كتب التاريخ في المناهج الدراسية الجديدة ستتضمن فصولا جديدة تتحدث عن ثورة السابع عشر من فبراير”.كاشفا إلغاء المواضيع المتعلقة بما كان يسمى في ليبيا بالكتاب الأخضر التي كانت مضمنة في المناهج الدراسية لعدد من السنوات الدراسية في المؤسسات التعليمية في ليبيا.
وأوضح الساحلي وقتها قائلا”أبناؤنا سيدرسون كل مراحل الثورة حتى تفاصيل موت القذافي”.مضيفا أن”المبادئ السياسية للقذافي والدروس العسكرية ودراسة الجماهيرية شطبت كلها من المنهاج”.
إصلاح الصعوبات
وشدد الساحلي على إصلاح ما قال إنها”الصعوبات في إصلاح نظام تعليمي كرس لفترة طويلة لتمجيد القذافي،ففي الماضي كان أحد نشاطات المدرسين يقضي بتمجيد الطاغية،علينا أن نقوم الآن بتوعية المدرسين بالنشاطات التعليمية”.
واستدرك بقوله”لكن قطاع التعليم في ليبيا يواجه تحديا آخر، فالمدارس تضررت وينقصنا المال،كل هذا ساهم في التأخر في إرسال الكتب إلى الطلاب”.
وكان مدير شؤون التجهيزات و المخازن و الكتاب المدرسي ببنغازي”جمعة الحراري” قد صرح للمنارة في وقت سابق أن”كل المناهج خضعت للفحص و التمحيص من قبل خبرائنا و شكلت لجان لهذا الأمر و بقى الحال على ما هو عليه إلى أن تم التحرير بالكامل ودخل حيز التنفيذ”.
إحصائيات دقيقة
وأوضح أن المتخصصين في وزارة التعليم كانوا”أمام خيارين إما تدريس المنهج السابق و الأغلبية كان رافضا هذا الأمر،و كان القرار بتغيير المناهج لعام 2012 هذا بالنسبة لكل ما يتعلق بتمجيد النظام السابق و تزييف للتاريخ بما يتماشى مع أفكاره، أما بالنسبة للمواد العلمية فهي ثابتة، و هذا الاختيار يحتاج إلى إعادة طباعة و تعاقدات”.
وأكد وصول أكثر من 55% من إجمالي الكتب لمدينة بنغازي.مضيفا أن المتوقع أن تصل غدا هذه النسبة إلى 70% , يتبقى 30% المتمثلة في كتابي التاريخ و دليل المعلم اللذان يحتاجان إلى مراجعة دقيقة و سيصلان في وقت قريب”.
وذكر الحراري أن هذا الأسبوع سيشهد توزيع”الكتب على المدارس، حيث قام مديرو المدارس بتوفير إحصائيات دقيقة لما يحتاجونه من كتب، والآن وسائل نقل الكتب فرق التوزيع جاهزة، والدوام في العمل لمدة ستة عشر ساعة من جميع العاملين لشعورهم بأهمية المرحلة”.
يشار إلى أن عددا كبيرا من المدارس الليبية في مختلف أنحاء البلاد أصيبت بأضرار جسيمة وخصوصا في المناطق التي كثف فيها حلف الناتو ضرباته بسبب قيام كتائب القذافي بتخبئة آلياتها العسكرية داخلها والتمترس فيها