نسمة صباح المدير العام
تاريخ التسجيل : 02/12/2011
| موضوع: أمراض السفر الجمعة ديسمبر 09, 2011 9:47 pm | |
| توجهت الأنظار الطبية أخيرا إلى الاهتمام بمجموعة لا يستهان بها من الأمراض التي يحملها أو يتلقاها المسافر من بلد إلى بلد. ورغم أن تلك الأمراض المنتقلة عن طريق الأسفار معروفة منذ أمد بعيد، وكذلك اللقاحات التي كانت ومازالت تطلب من المسافرين إلى مناطق معينة من العالم فإن اهتمامي بالموضوع أخيرا يعود إلى غزو التكنولوجيا الحديثة لوسائط النقل التي سمحت بأن يتناول المسافر طعام الإفطار مرتين بنفس اليوم في بلدين يفصل بينهما آلاف الأميال، مثل المسافر من لندن على متن الطائرة الذي إذا تناول إفطاره في لندن في التاسعة صباحا وغادر لندن في الساعة (11) صباحا، فإنه يصل إلى نيويورك في التاسعة صباحا من اليوم نفسه؟!
المهم بالأمر أن السفر بالطائرة الذي بات أكثر استعمالا من أي واسطة نقل أخرى سهل موضوع السفر والانتقال من بلد لآخر وبنفس الوقت سهل موضوع انتقال المرض والعدوى بنفس التواتر. في دراسة للدكتور برادلي كورنر ( Bradley Corner ) مؤسس الجمعية الطبية العالمية للسفر.
بينت هذه الدراسة أن من بين كل مائة ألف مسافر عشوائي فإن، خمسين ألفا سوف يصابون بنوع من الأمراض ذات العلاقة بالسفر خلال عودتهم من رحلة أسبوع:
ـ 8 آلاف يتطلب مرضهم استدعاء طبيب. ـ 5 آلاف يجب أن يمكثوا في الفراش خلال الرحلة. ـ ألف ومائة يصبحون عاجزين عن العمل خلال هذه الفترة. ـ ثلاثمائة يتطلب مرضهم المكوث بالمشفى. ـ خمسون يتطلب مرضهم حجرهم. ـ واحد يموت.
وإصابة رجال الأعمال بالأمراض عن طريق السفر أصبحت تشكل مشكلة نظرا لكثرة أسفارهم وتنقلاتهم، وذلك لأن شركاتهم أصبحت ممتدة بين أمريكا واليابان أو كوريا على سبيل المثال.
يجب ألا يخطر ببالنا أن المقصود بالأمراض المنتقلة بالسفر هي الأمراض البسيطة كالرشح أو النزلة الوافدة والتي لا تشكل مشكلة كبيرة، ولكن الغاية من هذا البحث هي التنبيه إلى انتشار الأمراض الخطيرة خلال رحلة بالطائرة، ففي عام "1994" نقلت مسافرة مصابة بالسل العدوى إلى مسافرين معها على متن الطائرة من شيكاغو إلى هاواي، والمصابون كانوا من المسافرين القريبين لها جدا، ولم ينتشر المرض في هواء الطائرة الذي يخضع لتوازنات وترتيبات متنوعة، حيث يتم ترطيبه وتعطيره وفلترته بشكل متجدد طوال الرحلة. والاهتمام بهذه الأمور يختلف بين شركات الطيران الناقلة، لأن بعض الشركات غير المهتمة بدقة بهذه الأمور تؤمن وسطا ملائما لنمو كل أنواع البكتيريا والفيروسات.
أما الضغط الداخلي للطائرة فيحافظ عليه ليكون ضمن الحدود المقبولة، وهو يشابه الضغط المتوقع على جبل ارتفاعه 2000 متر فوق سطح البحر.. وطبعا فإن هذا ليس المستوى الطبيعي في الجو العادي نظرا لأن أغلب المسافرين يقطنون قرب مستوى سطح البحر.. فالارتفاع إلى هذا العلو قد يسبب ازعاجا وتوترا أو شدة ( STRESS ) قد تكون ملحوظة لدى البعض خصوصا المدخنين، لأن نسبة أول أوكسيد الكربون في الدم مرتفعة أصلا، مما يقلل تحمل المدخن للارتفاع كون دم المدخنين أصلا على ارتفاع 2000 متر قبل مغادرتهم الأرض، وهذا يجعلهم أكثر عرضة لانقطاع النفس أو الجفاف المتزايد وإذا أضيف إلى هذا مزيد من المشروبات الكحولية والتعب فإن مقاومة الجسم تضعف بشكل أكبر مؤدية لازدياد خطورة الإصابة بالالتهاب يشير الدكتور سيد شاه رئيس قسم مكافحة الامراض الانتقالية بادارة الصحة الوقائية الى ان التطعيم يعد من الوسائل الهامة للوقاية من الامراض التي يمكن ان تواجه المسافر الى الخارج، ويضيف ان التطعيمات وانواعها والتي يوصى بها للمسافر تعتمد على اربعة عوامل وهي: البلد او البلاد التي يعتزم المسافر زيارتها، ومدة الاقامة والمكان الذي سيقيم فيه المسافر، وحالته المناعية، والقوانين الخاصة بالبلد المزمع زيارته. وفي حين يؤكد الدكتور سيد شاه جاهزية وحدة التطعيم بالصحة الوقائية لارشاد اي مسافر للخارج والاجابة عن استفساراته بشأن التطعيمات اللازمة له اذا كان متوجها لمناطق موبوءة بأمراض معينة، فانه يشير ايضا الى عدم وجود تطعيمات محددة للمسافر العادي او المسافر المتوجه لمناطق خالية من الامراض والاوبئة. ويضيف الدكتور سيد شاه ان التطعيم ضد مرض الحمى الصفراء هو التطعيم الوحيد المطلوب من المسافرين الى اماكن معينة من العالم يوجد فيها المرض او قادمين من تلك المناطق، فالحمى الصفراء مرض فيروسي ينتقل بواسطة نوع معين من البعوض، ويستوطن المرض بعض المناطق في قارتي افريقيا واميركا الجنوبية. ويعتبر مرض الحمى الصفراء من الامراض الخطيرة والتي لا يوجد لها علاج شاف حتى الآن، الا ان التطعيم ضد هذا المرض فعال جدا ويعطى عن طريق الحقن في العضل ولمرة واحدة فقط، ويجب اعطاء هذا التطعيم في احد المراكز المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية. اما شهادة التطعيم ضد الحمى الصفراء فهي صالحة لمدة عشر سنوات تبدأ بعد عشرة ايام من تاريخ التطعيم. ويوضح د. سيد شاه أن التطعيم ضد الكوليرا لم يعد مطلوبا من اي مسافر منذ ان تم تعديل اللوائح الصحية الدولية من قبل منظمة الصحة العالمية في سنة 1973 وذلك لان الحماية التي يكتسبها الجسم من جراء التطعيم المتوافر حاليا للكوليرا هي حماية جزئية ضعيفة لا يعتمد عليها ومدتها قصيرة تتراوح من 3-6 شهور فقط ولذلك فهي غير مجدية ولا ينصح بها. بالاضافة الى ذلك فان التطعيم قد يعطي شعورا بالامان غير الحقيقي الذي قد يدفع الانسان الى اهمال الطرق الاخرى للوقاية من الكوليرا وهي الاكثر اهمية من التطعيم، اما التيفوئيد فهو احد الامراض التي تسببها البكتيريا ومن اهم اعراضها الاسهال والقيء وارتفاع درجة حرارة الجسم، وتنتقل العدوى عن طريق تناول الطعام او الشراب الملوث، والتطعيم ضد التيفوئيد لا يعطي الوقاية الكافية ولا يغني عن توخي الحذر فيما تتناول من طعام او شراب وكذلك الاهتمام بأمور النظافة الشخصية مثل غسل اليدين، ويتم التطعيم ضد التيفوئيد على شكل حقنتين بينهما فاصل زمني من 4-6 اسابيع.
الدكتور ياسر الديب اخصائي أول الامراض المعدية والباطنة بمؤسسة حمد الطبية يركز من جانبه على اكثر الامراض الصيفية شيوعا، والتي يتعرض لها المسافرون اثناء وجودهم خارج بلدانهم وهي النزلات المعوية والاسهالات. ويقول الدكتور ياسر الديب: ان هذه الامراض تحدث بسبب الفيروسات او البكتريا، ويتسبب فيها بشكل اساسي تناول اطعمة او اشربة فاسدة او ملوثة، ويضيف: ان منظمة الصحة العالمية اوصت منذ سنوات المسافرين الى مناطق العالم الثالث وبينها بلدان الشرق الاوسط والهند وباكستان ودول شرق آسيا واميركا الجنوبية، بان يتخذوا قبل سفرهم الى هذه البلدان الاجراءات الوقائية الضرورية لتجنب الاصابة بالنزلات المعوية وامراض الجهاز الهضمي الناشئة عن تلوث الاطعمة والاشربة بتلك البلدان، وقد يستدعي الامر استخدام دواء وقائي الى تلك المناطق يسمى (سبروفلوكسسين) فيتناول المسافر حبة واحدة يوميا اثناء وجوده بتلك المناطق، كاجراء وقائي ضد الاصابة بالاسهالات، كما يمكن له بدء تناول الحبة مع اصابته بأول حالة اسهال. ويذكر الدكتور ياسر الديب ان النزلة المعوية او ما يسمى اسهال المسافرين يصيب ما قد يصل الى 20-50% من المسافرين، ويسبب اعراضا تختلف في حدتها بدءا من الاحراج والازعاج للمسافر المصاب وقد تتطور الاعراض لتفسد على المريض بهجة الرحلة. ويضيف: ان امراضا اخرى قد تصيب المسافر عن طريق الطعام والشراب وتشمل التيفوئيد، والباراتيفوئيد وشلل الاطفال، والتهاب الكبد الوبائي النوع »أ«، وانواعا اخرى من الطفيليات، ولأن الطعام الملوث هو اهم مصادر العدوى، فتأتي اهمية الاختيار السليم للطعام وطرق تحضيره كأهم طرق الوقاية. ويشير د. الديب الى ان مظهر وشكل الطعام لا يعد دليلا على سلامته بالضرورة، ويقدم محدثنا مجموعة نصائح وقائية ضرورية تشمل: الحرص على تناول الطعام الطازج والساخن واذا ترك فيجب وضعه في الثلاجة وعدم تركه في درجة حرارة الغرفة لساعات طويلة، لان ذلك من مصادر فساد الطعام وتلوثه، يجب الابتعاد عن تناول الاطعمة التي تباع في الشوارع، والتأكد من طريقة تحضيرها بأمان وعدم خلطها بأطعمة اخرى غير مطهية، وعلى المسافر تجنب اصناف الاطعمة التي لم تطه جيدا والمأكولات البحرية النيئة وغيرها من الاطعمة غير المطبوخة، وبالنسبة للفاكهة فيجب اكل الطازج منها بعد غسله جيدا، وكذلك منتجات الالبان والعصائر والمرطبات فيجب مراقبة تاريخ صلاحيتها وحفظها جيدا في الثلاجة، كما يجب تناول ماء الشرب المعبأ في زجاجات محكمة الاغلاق بحيث تكون نظيفة وغير ملوثة وصالحة للشرب، ويتعين مراقبة نظافة المطعم وسلامته صحيا وكذلك ادوات الطعام وعمل المطعم للحفاظ على نظافة ما يقدمونه من وجبات.
واذا كانت هناك بعض المخاطر الاخرى التي تواجه المسافر اثناء رحلته الى الخارج، ومنها التنقل في اماكن غير مألوفة او غير آمنة، او التعرض لحوادث السير والطرق وهي من الاسباب الهامة للوفيات بين المسافرين، الا ان الخطورة الكبرى هي الوقوع في شرك العلاقات غير الشرعية (خارج اطار الزواج) والمتعة الحرام التي يبحث عنها بعض المسافرين في الخارج، وهنا يكون المسافر عرضة للاصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) وبعض الامراض الاخرى كالزهري والسيلان. ومن جانبه يتحدث الدكتور ابراهيم صويلح اخصائي طب الاسرة بمؤسسة حمد الطبية عن بعض المشاكل الصحية التي قد يتعرض لها المسافر والناتجة عن سلوك وتصرفات الفرد نفسه، واحيانا نتيجة جهله بعواقب الامور.
نقلت لكم نبذه على امراض السفر ونحن نعيش هذه الايام تنقل مرض اانفلونزا الخنازير عفاكم الله عبر العالم فارجو لكم الافاده
| |
|