سوق البهارات في دبي

رحلة واحدة إلى سوق البهارات بشارع سكة الخيل شرقي دبي لا تكفي لمعرفة هذا العالم الذي يفوح برائحة الهيل والزعفران والأعشاب الطبيعية، فالطبيعة تختزل خيراتها في أكوام البهارات والأعشاب الممتدة على عتبات الدكاكين، وفي زواياها المتفرقة بالسوق، وفي مركّبات طبيعية كثيرة تستحق التجربة.

يقع سوق البهارات في منطقة الديرة العريقة بدبي حول متحف بلدية دبي القديم ومدرسة الأحمدية، ويعتبر أقدم معاقل التجارة في دبي القديمة بجوار سوق الذهب المعروف، حيث يمكنك أن تشتري الأعشاب والتوابل المميزة، وأيضاً الهدايا التذكارية التقليدية التي تعكس أصالة حي الديرة.

ويضم السوق العديد من الممرات الضيقة الممتلئة بالمحال التجارية التقليدية، ويمكن الوصول إليه بسهولة شديدة عن طريق المترو، من خلال النزول في محطة "الراس" أو من خلال سيارات الأجرة المتوفرة. وهو عبارة عن جناحين متواجهين من المحال، يفصل بينهما شارع فرعي يؤدي إلى مرسى العبّارات على ضفة الخور بالديرة.

ويحظى سوق التوابل والبهارات باهتمام كبير من الزوار والسياح، وخاصةً خلال مهرجان دبي للتسوق، حيث يحرص القائمون على الحدث على تسليط الضوء على السوق كوجهة رئيسية خلال المهرجان كونه يمثل جانباً تراثياً هاماً يثري تجربة التسوق في دبي بشكل عام.

وقد أقيم سوق التوابل بموجب تصريح حصل عليه أحد المستثمرين من إدارة التراث العمراني في بلدية دبي لاستغلال أحد المباني التراثية في الديرة لتحويله إلى سوق فاخر للبهارات، بحيث لا يتعارض مع الطابع التجاري للمنطقة، فبعد أن رممته بلدية دبي أصبح مُدرجاً على لائحة "اليونسكو" للتراث.

 ويتميز السوق – الذي يسميه البعض سوق "الدويات" أو سوق "الحلول" - باحتوائه على تشكيلة هائلة من التوابل التي تبعث في النفس شعوراً بأن الطبيعة تفوح من ممراته، ودهاليز دكاكينه الصغيرة، وبساطة تصميمه، وسقفه الخشبي الذي يختزل الرطوبة، ويحجب أشعة الشمس خلفه، سامحاً بمرور خيوط ضوئية تنير جزءاً لا بأس به من المكان، حيث يستطيع الزائر أن يجد ما يشتهي من التوابل النادرة التي قد لا يجدها في أي منطقة أخرى بسهولة. ولم ينفرط عقد هذه التجارة الرائجة منذ عقود لأن التاجر يعرف أن سوقها لن تركد، ولأن المشتري يدرك أن الطعام بلا توابل شرقية لا مذاق له. فبعض الخبراء العالميين يدّعون أنه يحوي تشكيلات توابل قد يعجز عن معرفتها أشهر المطابخ العالمية.

يحتوي السوق على العديد من البهارات والتوابل النادرة من الهند وايران، بالإضافة للتوابل الشهيرة والتي يتم بيعها بأسعار زهيدة، كما يتم عرض الزيوت والعطور الشرقية المميزة بأسعار خيالية، وهو يتضمن 14 محلاً تعمل برأس مال سنوي يبلغ 80 مليون درهم. ومن بين المحال يوجد اثنان منها يبيعان بالمفرّق هدايا سياحية مثل التذكارات، والعينات المختلفة من البهارات المغلفة بأكياس بلاستيكية صغيرة، بالإضافة إلى نوع آخر من البهارات والأعشاب المحلية والآسيوية المعروضة في جرات خشبية صغيرة.

ويُعد الزعفران من أهم منتجات السوق، حيث تشتد المنافسة فيه بين التجار على جودته، حتى أنه قد يصل كيلو الزعفران عالي الجودة إلى 5000 جنيه إسترليني..

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ويمتد سوق البهارات على شكل ممرات متوازية تصطف فيها دكاكين صغيرة،