" لقد فوجئت برؤية أحد الإعلانات المنشورة في إحدى مجلات الطبخ , الذي كان يشجع استعمال زيت النخيل كزيت صحي !! لقد كنت أظن أنه ضار حقاً بالصحة ..! ماهي قصة هذا الزيت ؟؟"
زيت النخيل يصنع من ثمرة شجرة زيت النخيل المسماة Elaris guineensis , وهو واحد من أكثر زيوت الطعام المنتجة على نطاق واسع في العالم ..
وتحمل نخلة الزيت نوعين من الزيوت :
الأول : يستخلص من نسيج الثمرة ( وهو زيت النخيل )
والآخر : من البذرة أو النواة ( زيت بذرة النخيل ) ..
ويستهلك زيت النخيل في الكثير من البلدان ضمن زيوت الخضروات ,وأنواع من السمن وأنواع المرغرين ( السمن الصناعي النباتي ) .
وفي الولايات المتحدة فانه لا يشكل سوى نسبة صغيرة جداً من الإستهلاك العام للدهون ..
زيت استوائي
زيت النخيل , زيت بذورالنخيل وزيت جوز الهند التي تعرف باسم الزيوت الإستوائية , حصلت على سمعتها السيئة في أمريكا قبل بضع سنوات بسبب احتوائها على الدهون المشبعة التي ارتبطت - ولزمن طويل - بأمراض القلب , فالدهون المشبعة تزيد مستويات الكوليسترول المنخفض الكثافة LDL السيء , والشحوم الثلاثية وهذان كلاهما عاملاً خطر لأمراض القلب ..
زيت النخيل المشبع بنسبة 50% يتسم بتركيب للأحماض الدهنية أفضل مما يقابله في زيت بذور النخيل وزيت جوز الهند اللذين تبلغ نسبة الدهون المشبعة فيهما اكثر من 50% . وعلى العموم فكلما ارتفع محتوى الدهون المشبعة كلما كان الدهن اكثر تجمداً في درجة حرارة الغرفة .. وزيت النخيل يكون شبه متجمد في درجة حرارة الغرفة , إلا انه يمكن معالجته لتحويله إلى زيت سائل للطبخ..
وقد عرفنا الكثير في السنوات الأخيرة حول التأثيرات الصحية لمختلف أنواع الدهون .. ويعود شرف اكثر الدهون الغير صحية حالياً إلى الدهون المتحولة التي لاتزيد من الكوليسترول المنخفض الكثافة والشحوم الثلاثية فحسب , بل وتقلل أيضاً من مستويات الكوليسترول العالي الكثافة الحميد HDL .. وتنتج غالبية الدهون المتحولة أثناء عملية هدرجة الزيوت بطريقة صناعية .. ويعتبر الزيت المهدرج جزئيا الذي يستخدم في انتاج مختلف أنواع المعجنات والفطائر وفي قلي الأطعمة , هو المصدر الرئيسي للدهون المتحولة ..
وفي العام 2006 بدأت إدارة الغذاء والدواء FDA بالمطالبة بتسجيل الدهون المتحولة الذي وضعته مدينة نيويورك وبعض المدن الأخرى , فإن الكثير من منتجي الأغذية والمطاعم امتنعوا عن استخدام الدهون المتحولة واخذوا يبحثون عن بدائل لها .. وأحد البدائل هي زيت النخيل , فهو أقل تشبعاً مقارنة بالزبدة التي لا تحتوي على دهون متحولة , إلا أن كون هذا الزيت أقل تشبعاً لا يعني أنه طعام صحي ..
ووفقاً لخبراء التغذية في هارفارد فإن زيت النخيل هو أفضل أنواع السمن الحاوية على دهون متحولة عالية التركيز , ولعله أيضاً اختيار افضل من الزبدة .. إلا أن زيوت الخضروات التي تكون سائلة بطبيعتها في درجة حرارة الغرفة مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا , ينبغي أن تظل خيارك الأول ..!
بريزيدانت آند فيلوز- كلية هارفارد
صحتك