أسري اجتماعي ترفيهي
|
| مني إليكم | | |
|
| | الكتابة,,هدفها,,,الغاية منها ,,ومدى تأثير الأنترنت. |  |
| | | كاتب الموضوع | رسالة |
|---|
نسمة صباح
المدير العام
 
تاريخ التسجيل : 02/12/2011
 |  موضوع: الكتابة,,هدفها,,,الغاية منها ,,ومدى تأثير الأنترنت.  الأربعاء يناير 18, 2012 11:04 am | |
| في اواخر القرن العشرين وبدايات القرن الحالي ، حدثت طفرة تكنلوجية كبيرة ترتب عليها سرعة نقل المعلومة، وبرز ت على اثرها صراع الحضارات والمفاهيم، وكثرة معها كتابة المقالات والبحوث والدراسات مما ادى الى اثراء الفكر، ورقي المجتمع ثقافيا وعلميا وتنشيط الحورات المختلفة، وسهولة التواصل والحصول على المعلومة دون عناء البحث في امهات الكتب، وعلى الضفة الاخرى نشاهد الاستغلال السلبي لثورة الاتصالات والتكنلوجيا مما ادى الى تزييف التاريخ، وقلب الحقائق، وتغيير المفاهيم، وتعدي على الثوابت والمسلّمات، وبروز الارهاب الفكري، ونشر الأكاذيب، ولان العالم الواسع اصبح كلقرية الصغيرة في انفتاح منقطع النظيرفي جميع المجالات، مما ادى الى حدوث صراعات وحروب ونزاعات غير متكافئة في احيان كثيرة ، مما اثر وبشكل واضح ومباشرعلى مضامين وفحوى ومدلولات ما يكتب.
لماذا نكتب وماهي الغاية من الكتابة ؟
وقبل الاجابة على هذا السؤال يتبادر الى الذهن اسئلة كثيرة حول الكتابة يقف العقل حائرا في الاجابة عنها ومنها؟.
هل تعتبر الكتابة واجبا إنسانيا أومهمة اجتماعية سامية؟.
وهل يصح ادعاؤنا بأن الكتابة بوح لآلام الروح وإفصاح عن بعض مُعاناتها تظهر على شكل سطور؟
وهل نكتب لنشعل بكلماتنا ومشاعرنا شموعَ الأمل وثورة لتصحيح المسار؟ .
وهل نكتب رغبة في السمعة وسعيا وراء المجد والخلود، او نكتب ليقال عنا كُتاب ؟
وهل نكتب للتسلية وملئ الفراغ، لوجود فرصة للكتابة في بعض المواقع اوالمدونات؟.
وهل نكتب لتتبع عيوب وعورات الاخرين؟.
وهل نكتب للطعن والتشهير بالاخرين لاجبارهم على تغيير قناعاتهم والاقتداء بأفكارنا الحزبية اوالدينية ؟.
الاجابة عن تلك التسأؤلات الكثيرة يحتاج الى الكثير من العناء والتمحيص ومعرفة الاسباب الحقيقية وراء ماتخطة اقلام الكتاب لان الكتابة هي عصارة تفكير الكاتب ومرأة عاكسة لثقافته وغزارة تفكيرة ، ونستطيع تلخيص اسباب الكتابة بالاتي؟
1-نحن نكتب انعكاسا لما يثور في أعماق وجداننا في تعاطينا مع مفردات الحياة اليومية ومنغصاتها وتعدد مشاربها.
2- ونحن نكتب نيابة عن من لا قلم ولا صوت له.
3- ونحن نكتب لإراحة ضمائرنا المُثقلة والمُتعبة من المسارات الغير صحيحة والطرق المُلتوية التي ينتهجها صناع القرار ودُهاة السياسة.
4- نكتب اعترافا ببشريتنا ، وأملا في القربة الى الله تعالى في احيان كثيرة.
5- نكتب لنحادث غيرنا مُدعين القدرةُ على قراءةِ أفكارهم، ونحاول عبثا التعاطفَ معهم، والإحساس بهمومهم.
6- نكتب إعلانا لتمردنا على القيود والسلاسل لنُري العالم أثَر القيد الضيق على أرواحنا.
7- نكتب راحة وسلوى لهموم ارواحنا وكثرة معاناتنا.
8- نكتب لأننا سئمنا الكلام الذي سرعان ما يتبخر في الهواء.
9- نكتب لان الكتابة رسالة ، وأمانة وفكرة وعبرة ، وليس تفلسف ومراوغة، وإرشاد وبيان وليس تضليل وإيهام، وليس تقوقع ولا انتهازية، وهي توجيه ونصح وسداد وتشخيص، وليس توبيخ وتشهير واعوجاج وتشتيت.
10-نكتب لأن الكتابة عظة وتدبر وتأمل، لا اضطراب وتأرجح وضياع، وتنوير وتوسيع للمدارك وإيجاد حلول، وليس تجهيل الناس وتحييد عقولهم.
11- نكتب لان الكتابة رسالة نبيلة ومسؤولية وأمانة وهدف مرموق.
12- نكتب ليس مجرد هواية أو ردود أفعال، اوتكرار ممل وانعدام الفائدة، اوثرثرة زائدة وحشو الكلام.
13- نكتب من اجل مصلحة راجحة سينتفع منها القارئ، منسجما مع قول الباري عز وجل ( وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ).
14- ينبغي أن لا نستهين بالكلمة أو العبارة التي تكتب ،لان الكاتب مؤتمن على عقول القراء، فلا تكتب إلا صدقا وعدلا وإنصافا، بعيدا عن الكذب والخداع والمراوغة والاستغفال أو التغرير ونقل الشائعات أو المعلومات المغلوطة.
15- فلتكن كلماتنا منارات لتصحيح التصورات، وعباراتنا كالزروع والثمار الطيبة ينتفع منها اكلها، وما نسطره كالغيث أينما وقع نفع، وكالشمس أينما حل نورها سطع.
16- التحلي باداب البحث والنقاش والحوار والمناظرة، وتوضيح الحق من الباطل بالحكمة والموعظة الحسنة، وعدم المجاملة على حساب الدين والعقيدة والثوابت والمبادئ.
17- ينبغي الترفع عن التكبر والعناد، فليس عيبا بأن يخطأ الكاتب في تصور أو طرح أو عبارة أو أسلوب، لكن العيب أن يصر على ذلك ويستمر بأخطاءه دون مراجعة أو محاسبة.
18- ينبغي احترام الرأي والرأي الآخر والابتعاد عن نشر الجهالات والباطل والطعن في المبادئ والأخلاق، فلا بأس بقبول الرأي الآخر إذا كان حقا وصدقا وفيه مصلحة، مع اختلاف في وجهة النظر والأسلوب والطريقة، من غير المساس بالثوابت والأصول.
19- تحمل الكاتب المسؤولية الملقاة على عاتقه، لأن الكتابة أمانة في عنقه، لانها وسيلة الى نشر الحق والخير، فقلمك يقود لتسطير قناعات ورؤى حقيقية نابعة من القلب، بعيدا عن أي مؤثرات خارجية فئوية أو مصلحية أوحزبية ، أو حتى زمانية أو مكانية.
20-عليك الحذر ان تتحول الكتابة لوسيلة للانتفاع، من مال ووجاهة ومنصب وشهرة ومكانة، فعندئذ تتغير القناعة وتنقلب الموازين ، فيُملي القلم على صاحبه، ويصبح أسيرا لقناعة زائفة.
21- عدم تغيير القناعات في بيئة وظرف وحال وملابسات معلومة سرعان ما تغير مبادئهم وقناعاتهم بل حتى تفكيرهم وسلوكهم، وليس السبب المراجعة الفكرية والبحث عن الحق، بل لأسباب انتفاعية انتهازية وصولية لأنه بذلك طبق القاعدة الغاية تبرر الوسيلة.
22- لا بد من وجود حكمة في الطرح، وعدم المهادنة في المصلحة العامة، وعدم تسييس الكتابة وتبعيتها ، بحيث يكون الطابع الغالب خدمة فئات معينة أو جريا وراء فوائد ذاتية فهذا انتكاس وتقهقر واضح وبيع للذمم بثمن بخس.
23- الشيء المؤسف البعض من الكتاب جعل قلمه وكتاباته غرضا للجدل ومجرد التنظير وجريا وراء المكاسب الزائلة، وكثرة التنقل واضطراب في المواقف ، فأختلطت الرؤية علية حتى يكون ما يراه بالأمس حراماً أصبح اليوم حلالاً.
24- نجد في عدة كتابات عبارة عن تفلسف فارغ، وتنظير مفرط ، بعيدا عن الجدوى العملية، والاستفادة الفعلية ،مع أننا أمرنا بالتعلم للعمل والتطبيق، وترجمة العلم والقناعات والتصورات والأفكار، الى افعال وقناعات ومبادىء.
25- بعض الكتاب يهتم بالعنوان والإثارة دون المضمون والنتيجة، تجده ينمق العبارات، بعيدا عن ثمار تلك الكتابات وانعكاسها الإيجابي على القارئ، ولا بأس بتجميل العبارة وانتقاء الكلمات الحسنة، مع إعطاء مدلولات نافعة وثمرات مفيدة من تشخيص للامراض الاجتماعية الفتاكة، أو ايجاد حلول للمشاكل التي تواجة الناس.
26- تصدي بعض الكتاب للكتابة دون أدنى إرادة او هدف من تلك الكتابة، هذا يدل على انعدام تحمل المسؤولية، وانعدام التركيز الفكري والذهني، وتكون الكتابة لمجرد الحشو او الاستغراق في المديح والثناء لمن يمولون قلمة.
27- ومن آفات الكتاب ايضا عدم استثمار واستغلال الكاتب للمساحة المتاحة له في المواقع أو الصحف، في نشر الفضيلة والدفاع عن الحقوق وثقيف الناس بالمبادى وتسليحهم بالثقافة الفكرية لمتطلبات وتحديات المرحلة، ولاحظنا في كتابات كثيرة الانشغال بقضايا استهلاكية.
28-بعض الكتاب يبالغ بالكتابة باللهجة العامية، والأصل استخدام اللغة الفصحى، مع استعمال بعض العبارات والألفاظ العامية عند الضرورة، لكن الاكثار من ذلك لا يليق ولا يحبذ ويعد من احد الاشياء السلبية التي تسجل على الكاتب.
29-الكتابة بمعلومات مغلوطة، وسطحية مفرطة، الكذب المتعمد، وكأن هذا الكاتب يستغفل القراء، ويريد تمرير بعض الأخطاء والمغالطات عليهم، وهذه منقصة بحق ذلك الكاتب، فلنكن جديين بكتاباتنا وحريصين على عقل القارئ وعدم الاستهانة به، ونقل المعلومة بشكل دقيق وتوثيق علمي مع ذكر المصدر.
30- الكتابة للاسف الشديد أصبحت مهنة وحرفة وباب للكسب، مع أن ذلك جائز ولا غبار عليه، ولكن الشيء المؤسف تحول الكثير من الكتاب الى كتاب الدرهم والدينار والدولار والتومان.
31- من افات الكتابة النظرة الضيقة للكاتب، والإطراء المفرط والعجب الزائد بالنفس، والتلبس بلياس التعالم والتعالي على الاخرين بحجة انه اكثر ثقافة واعلى شأنا من القراء.
32- من افات الكتابة تتبع عورات الآخرين، ومتابعة السقطات والأخطاء والعيوب، ونشرها ، حتى تنقل الخلافات الفكرية والمنهجية والأيديولوجية لصراعات شخصية تظهر للعلن، تقود لانشقاقات بين القراء.
33- من افات الكتابة هي سرقة جهود الاخرين وأعمالهم، وخيانة الأمانة العلمية في النقل والتوثيق والمراجع.
34- من افات الكتابة ايضا إذا خاصم بعض الكتاب يصبح لا هم لهم ولا شغل إلا الوقيعة بخصمهم، والتفنن بالانتقاص منهم، حتى تأخذ منهم سلاسل ومقالات تصب في خانة التشهير والتسقيط والتسفية والتدليس.
35- واخيرا هذه نصيحة لكل من يكتب ان يضع القلم جانبا عندما ينسى هموم أمته، ويساند أعدائها بكتاباتة ويحاول المساس بمعتقداتها وأمنها ووحدتها ، فالكتابة رسالة، وعقول الناس أمانة، والقلم شاهد او(فليقل خيرا او يصمت) وليتقِ يوما يكون فيه الحاكم هو الشاهد.
علي الشيخ حبيب
مركز الرافدين للدراسات والبحوث الإستراتيجية | |
| | | | | | الكتابة,,هدفها,,,الغاية منها ,,ومدى تأثير الأنترنت. | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| | صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|
